FAlhamid@
محمد بن سلمان يعتبر مسؤولا نشطا جدا وشريكا موثوقا يفي بتعهداته دائما، وهو شخص يعرف جيدا ما يريد تحقيقه، ويعرف كيف يحقق أهدافه.. بهذه الجملة وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولي ولي العهد في تصريحات أدلى بها لقناة «بلومبيرغ»العام الماضي. بالمقابل، أعلن الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أخيرا، أن هدف السعودية الرئيسي هو «إقناع روسيا ألا تضع جميع أوراقها خلف إيران في المنطقة». وأمس (الثلاثاء) قال للرئيس الروسي خلال لقائهما في موسكو: حققنا معا الكثير ولايزال أمامنا الكثير لإنجازه، ورد عليه بوتين قائلا: إن علاقات موسكو مع الرياض تتطور بنجاح كبير.
بهذه الشفافية والصراحة يرى بوتين شخصية الأمير الشاب ونظرته للشراكة مع الرياض، وبهذا الوضوح والعقلانية والموضوعية ينظر محمد بن سلمان لعلاقة السعودية مع روسيا، وكيف يمكن توظيف الاختلاف لمصلحة الاتفاق، والتفريق بين الاختلافات في بعض الملفات لمصلحة الشراكات وعلى رأسها التحالفات وتنسيق السياسات في ملف النفط. محمد بن سلمان سَبَق أن زار روسيا مرتين، إذ اجتمع مع بوتين في سان بطرسبورغ وفي سوتشي، كما التقى بوتين خلال قمة العشرين في أنطاليا مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأيضا في هانتشو على هامش قمة العشرين العام الماضي، وهو ما يعني أن الرئيس الروسي أصبحت لديه دراية كاملة للمنظور الإستراتيجي الذي يحمله الأمير الشاب حيال ما يجري في المنطقة. لقاء الكرملين بين الرئيس بوتين والأمير محمد بن سلمان «الثلاثاء»، يختلف تماما عن اللقاءات الماضية، فهذا اللقاء يأتي على خلفية اختراق إيجابي حققه ولي ولي العهد في البيت الأبيض، والذي تمخضت عنه قمم «العزم يجمعنا» في الرياض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في أول تظاهرة غير مسبوقة أمريكية خليجية عربية إسلامية، إذ نجح باقتدار الأمير محمد بن سلمان في تغيير قواعد اللعبة في منطقة الشرق الأوسط.
بوتين بخبرته وتجربته، يعي تماما ما حققته السعودية من اختراقات على المستوى الخليجي والعربي والإسلامي، خصوصا تجديد تحالفاتها مع الإدارة الجمهورية الأمريكية، ومن ثم فهو حريص أن تستمر موسكو في تحالفاتها مع الرياض رغم الاختلافات في بعض الملفات، لاسيما الملف السوري والعلاقة مع إيران..
من جهته، فإن الأمير محمد بن سلمان ينظر في القواسم المشتركة في خريطة العلاقات مع روسيا ويضع نقاط التباينات جانبا ريثما يتم الوصول إلى توافق بشأنها.
زيارة ولي ولي العهد إلى موسكو هذه المرة، حملت العديد من الإيجابيات، خصوصا في إطار تعزيز الاستيعاب الروسي لطبيعة الحراك السعودي في المنطقة، لأن روسيا بحاجة أكثر من أي وقت مضى أن يكون لها فهم أعمق للإستراتيجية الجديدة للمملكة على المستوى الإقليمي والدولي مباشرة من الأمير محمد بن سلمان، من منطلق ضرورة مشاركتها في المعادلة الإقليمية الجديدة للقضاء على الإرهاب والانخراط ضمن النظام العالمي الجديد لمواجهة إيران ولجم الإرهاب وتكريس الفكر المتسامح والوسطي والنظر للشراكات والمصالح الإستراتيجية في سلة العلاقات.
السعودية نجحت في رسم خريطة جديدة في المنطقة مبنية على تكريس التسامح ولجم الإرهاب والتصدي للأعمال العدوانية لإيران والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
زيارة محمد بن سلمان جاءت في مرحلة دقيقة يمر بها العالم وبعد زيارة ناجحة للرئيس الأمريكي للرياض ومشاركته في القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي شكلت خريطة طريق لمحاربة التطرف والإرهاب. ومن ثم فإنه بات واضحا أن العلاقات الأمريكية الروسية تمرُ بمرحلة غير مستقرة ولعل تصريح السيناتور ماكين بالأمس حول الخطر الذي يشكله بوتين على الاستقرار العالمي، مؤشر واضح على توتر الخطوط بين واشنطن وموسكو.. من هنا تكمن إستراتيجية زيارة محمد بن سلمان إلى موسكو، فهو الذي يمتلك ليس فقط قدرة التواصل بين الطرفين، بل كونه يحوز على تقدير ومودة الطرفين بامتياز ويستطيع تغيير قواعد اللعبة في الكرملين عبر تأكيداته أن تحقيق الأمن يحتاج إلى تضافر الجهود وتحالف الكبار لمواجهة الأخطارالكبيرة، ونسج التحالفات بما يحقق تعزيز الاستقرار والأمن، لأنه يؤمن أن أمن الشعوب في العالم أمن واحد والحفاظ عليه يجب أن يأتي نتاج عمل جمعي موحد.
محمد بن سلمان يعتبر مسؤولا نشطا جدا وشريكا موثوقا يفي بتعهداته دائما، وهو شخص يعرف جيدا ما يريد تحقيقه، ويعرف كيف يحقق أهدافه.. بهذه الجملة وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولي ولي العهد في تصريحات أدلى بها لقناة «بلومبيرغ»العام الماضي. بالمقابل، أعلن الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أخيرا، أن هدف السعودية الرئيسي هو «إقناع روسيا ألا تضع جميع أوراقها خلف إيران في المنطقة». وأمس (الثلاثاء) قال للرئيس الروسي خلال لقائهما في موسكو: حققنا معا الكثير ولايزال أمامنا الكثير لإنجازه، ورد عليه بوتين قائلا: إن علاقات موسكو مع الرياض تتطور بنجاح كبير.
بهذه الشفافية والصراحة يرى بوتين شخصية الأمير الشاب ونظرته للشراكة مع الرياض، وبهذا الوضوح والعقلانية والموضوعية ينظر محمد بن سلمان لعلاقة السعودية مع روسيا، وكيف يمكن توظيف الاختلاف لمصلحة الاتفاق، والتفريق بين الاختلافات في بعض الملفات لمصلحة الشراكات وعلى رأسها التحالفات وتنسيق السياسات في ملف النفط. محمد بن سلمان سَبَق أن زار روسيا مرتين، إذ اجتمع مع بوتين في سان بطرسبورغ وفي سوتشي، كما التقى بوتين خلال قمة العشرين في أنطاليا مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأيضا في هانتشو على هامش قمة العشرين العام الماضي، وهو ما يعني أن الرئيس الروسي أصبحت لديه دراية كاملة للمنظور الإستراتيجي الذي يحمله الأمير الشاب حيال ما يجري في المنطقة. لقاء الكرملين بين الرئيس بوتين والأمير محمد بن سلمان «الثلاثاء»، يختلف تماما عن اللقاءات الماضية، فهذا اللقاء يأتي على خلفية اختراق إيجابي حققه ولي ولي العهد في البيت الأبيض، والذي تمخضت عنه قمم «العزم يجمعنا» في الرياض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في أول تظاهرة غير مسبوقة أمريكية خليجية عربية إسلامية، إذ نجح باقتدار الأمير محمد بن سلمان في تغيير قواعد اللعبة في منطقة الشرق الأوسط.
بوتين بخبرته وتجربته، يعي تماما ما حققته السعودية من اختراقات على المستوى الخليجي والعربي والإسلامي، خصوصا تجديد تحالفاتها مع الإدارة الجمهورية الأمريكية، ومن ثم فهو حريص أن تستمر موسكو في تحالفاتها مع الرياض رغم الاختلافات في بعض الملفات، لاسيما الملف السوري والعلاقة مع إيران..
من جهته، فإن الأمير محمد بن سلمان ينظر في القواسم المشتركة في خريطة العلاقات مع روسيا ويضع نقاط التباينات جانبا ريثما يتم الوصول إلى توافق بشأنها.
زيارة ولي ولي العهد إلى موسكو هذه المرة، حملت العديد من الإيجابيات، خصوصا في إطار تعزيز الاستيعاب الروسي لطبيعة الحراك السعودي في المنطقة، لأن روسيا بحاجة أكثر من أي وقت مضى أن يكون لها فهم أعمق للإستراتيجية الجديدة للمملكة على المستوى الإقليمي والدولي مباشرة من الأمير محمد بن سلمان، من منطلق ضرورة مشاركتها في المعادلة الإقليمية الجديدة للقضاء على الإرهاب والانخراط ضمن النظام العالمي الجديد لمواجهة إيران ولجم الإرهاب وتكريس الفكر المتسامح والوسطي والنظر للشراكات والمصالح الإستراتيجية في سلة العلاقات.
السعودية نجحت في رسم خريطة جديدة في المنطقة مبنية على تكريس التسامح ولجم الإرهاب والتصدي للأعمال العدوانية لإيران والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
زيارة محمد بن سلمان جاءت في مرحلة دقيقة يمر بها العالم وبعد زيارة ناجحة للرئيس الأمريكي للرياض ومشاركته في القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي شكلت خريطة طريق لمحاربة التطرف والإرهاب. ومن ثم فإنه بات واضحا أن العلاقات الأمريكية الروسية تمرُ بمرحلة غير مستقرة ولعل تصريح السيناتور ماكين بالأمس حول الخطر الذي يشكله بوتين على الاستقرار العالمي، مؤشر واضح على توتر الخطوط بين واشنطن وموسكو.. من هنا تكمن إستراتيجية زيارة محمد بن سلمان إلى موسكو، فهو الذي يمتلك ليس فقط قدرة التواصل بين الطرفين، بل كونه يحوز على تقدير ومودة الطرفين بامتياز ويستطيع تغيير قواعد اللعبة في الكرملين عبر تأكيداته أن تحقيق الأمن يحتاج إلى تضافر الجهود وتحالف الكبار لمواجهة الأخطارالكبيرة، ونسج التحالفات بما يحقق تعزيز الاستقرار والأمن، لأنه يؤمن أن أمن الشعوب في العالم أمن واحد والحفاظ عليه يجب أن يأتي نتاج عمل جمعي موحد.